إسراء جعابيص: قصة الأسيرة الفلسطينية التي هزمت الاحتلال
إسراء جعابيص أسيرة فلسطينية تعرضت للسجن والاعتقال وابشع أنواع التعذيب طوال سنوات ظلماً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي ، كانت كفيلة لتغيير ملامحها بالكامل نتيجة للتشوهات والحروق التي عانت منها طوال سنوات السجن والاعتقال، حتى تم الإفراج عنها الجمعة الماضية ضمن المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم بالسجون الإسرائيلية.
أثارت إسراء جعابيص انتباه الجميع منذ فترة طويلة بسبب “الظلم” الذي تعرضت له، وفقًا لما يقوله الفلسطينيون، ويشير موقع الأول في هذا التقرير لحجم المعاناة التي لحقت بتلك الأسيرة من ظروف صعبة في حياتها قبل أن تصاب بجروح خطيرة وتعتقل بتهمة “ملفقة”.
إسراء جعابيص أسيرة هزمت الاحتلال
يسرد الأول قصة الأسيرة المحررة مؤخرا من سجون الاحتلال الإسرائيلي،إسراء هي أم لطفل وحيد يدعى معتصم، كان عمره 6 أعوام عندما تم اعتقالها، والآن يبلغ من العمر 14 عامًا، أما زوجها فهو مقعد نتيجة إصابته في حادث سير سابق.
عملت جعابيص في دار للمسنين لتستطيع تربية نجلها الصغير ومساعدة زوجها القعيد، وكانت تدرس في السنة الثالثة بكلية التربية.
أصيبت إسراء جعابيص بحروق خطيرة تغطي 50 في المئة من جسدها، ووجهها وظهرها مشوهان بشكل كبير، وتم بتر 8 أصابع في كلتا يديها.
قصة إعتقال إسراء جعابيص
يشير موقع الأول أن الفلسطينية إسراء جعابيص البالغة من العمر 38 عام تم اعتقالها في 11 أكتوبر 2015، عندما كانت تعود من منزل عائلة زوجها في مدينة أريحا إلى منزلها في جبل المكبر في القدس، حيث كانت تعمل في مدينة القدس يوميًا،وأثناء تنقلها في سيارتها حاملة بعض الأغراض المنزلية، انفجر البالون الهوائي في السيارة عند وصولها إلى حاجز الزعيم العسكري، مما أدى إلى اشتعال النيران داخل السيارة.
تلفيق تهمة دهس جندي لجعابيص
وبحسب مؤسسة “الضمير” لحقوق الإنسان، فقد أفادت أن إسراء أُصيبت بجروح خطيرة نتيجة اشتعال النيران في سيارتها، بجانب إطلاق أحد جنود الاحتلال الرصاص في وجهها، مدعياً أنها رفعت في وجهه سكيناً، لكنها أكدت أنها لم تكن تحمل سكينًا. وتأخرت السلطات الإسرائيلية في تقديم العلاج لها على الرغم من إصابتها الخطيرة بسبب الحريق.
اتهمت السلطات الإسرائيلية إسراء بمحاولة الهجوم على جنود إسرائيليين ودهس أحد الجنود، ووفقًا لنادي الأسير، فإن التهمة التي تم اعتقالها ومحاكمتها بسببها “ملفقة وغير صحيحة”.
قضت المحكمة الإسرائيلية بسجن إسراء لمدة 11 عامًا، وهي محتجزة منذ عام 2015، وتعتبر إسراء أشد الاسيرات تعرضا للمرض والظلم لدرجة تشوه جسدها بسبب عدم معالجتها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
معاناة إسراء جعابيص بسجون الاحتلال
يشدد الأول أن الحكم لم يكن نهاية معاناة اسراء بل كان بداية أكثر سوء لها، حيث تم احتجازها في سجن «الدامون» في شمال إسرائيل، وعلى الرغم من حاجتها لعمليات تجميل واسعة، تعرضت للإهمال الطبي.
معاناة إسراء تظهر لأول مرة للعالم
يذكر موقع الأول أن حجم المعاناة التي عاشتها الأسيرة الفلسطينية المحرر، ظهرت للمرة الأولى للعالم في فيديو مسجل تم نشره في عام 2018 أثناء محاكمتها، حيث أجرت جعابيص حديث قصير مع الصحفيين، أعربت عن آلامها ووضعها الصعب، وأظهرت الصور الحروق التي اكلت جسدها وتسببت في بتر أصابع يديها.
مآسي اسراء تتواصل
رغم حاجتها الماسة لعلاج الحروق والرعاية الطبية، تعاني إسراء جعابيص من إهمال طبي في السجن. تشعر بالألم المستمر والحرارة في جلدها، مما يجعلها غير قادرة على ارتداء الملابس العادية، وتحتاج بشدة إلى بدلة خاصة لعلاج حروقها، ولكن إدارة السجون ترفض توفيرها.
ويوضح الأول أن الأسيرة المحررة تعاني أيضًا من صدمة نفسية شديدة، حيث تعاني من الاضطرابات النفسية والأرق، كانت تستيقظ في الليل وتعاني من نوبات صراخ ورجفة داخل سجون الاحتلال، وتبدأ في البكاء، حيث استمر هذا الوضع النفسي الصعب طوال سنوات اعتقالها، وفقًا لتقارير مؤسسة الضمير.
الإفراج عن إسراء جعابيص
تم الإفراج عن إسراء جعابيص في إطار صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس الجمعة ضمن الدفعة الأولى في اتفاقية تبادل الأسرى والمعتقلين ، حيث تم الإفراج عن 39 معتقلاً فلسطينيًا، بينهم 6 نساء و33 طفلاً. تم استقبالها بفرحة وترحاب من قبل أهلها ومجتمعها في جبل المكبر في القدس.
وحتى في لحظة الإفراج عنها، استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في العرقلة والتأخير، حيث منعت الأهالي من الاحتفال بعودة الأسيرة إسراء ومنعت وصولها لعدة ساعات، حتى التقت بنجلها الشاب الذي تركته طفلا في السادسة من عمره.